أنتِ تلميذة .... ولا بد !!
الحياة مدرسة متنوعة الدروس كثيرة الأحداث ، والمرء متقلب بين أحداث الحياة ودروسها ، وقد قيل :
" لا تدع الأيام جاهلاً إلا أدبته "
فيا حبيبة ...
أنا وأنتِ بحاجة إلى التعلم من أمور الحياة .. لنستفيد من الماضي للحاضر والآتي ،،
أنا وأنتِ بحاجة إلى أن نبحث عن التجارب ونستفيد منها ..
أنا وأنتِ بحاجة إلى أن نعاشر صواحب الوجوه المتوضئة ممن أدبتهم الأيام ، وعلمتهم السنون .. من الداعيات و المصلحات ..
أخواتي في الله ..
ما أكثر المواقف التي تمر بكن .. وما أكثر أحداث الليل والنهار ، كم من موقف حدث لك حين التحف الليل بوشاحه الأسود لم تلقي لها بالا ، وكم من حادث أدركتيه في وضح النهار بمشهد من نوره .. لم يقع منك بموقع ، أليس كل ذلك يؤخرنا إلى الوراء سنون عديدة ؟
إن الحياة في ظل العقيدة مدرسة وأي مدرسة .. ولكن أينا المعتبرون ؟؟ أين طلاب هذه المدرسة ؟!
أختي العزيزة ..
إن هذه الدروس ستعلمك كلما احتجتِ إليها ، أختي إن في قلبي كلمات لم أستطع إخراجها .. فقلبت دفتر ذكرياتي ، فوجدت ضالتي في إحدى قصاصات هذا الدفتر ، فأسوقها علها تفي بما أريد .. واعلمي أنني دائما كنت أقول بيني وبين نفسي : علمتني الحياة كيف أحني جبهتي أمام العواصف .. وأتجنبها مهما كانت ..
وجدت مكتوباً على هذه القصاصة ما يلي :
في لحظة ضعفٍ ذاتي وانهزام نفسي .. تعرضت لصفعة قوية ، آلمتني كثيرا ، حتى وجدت ألمها في أعماق نفسي الجريحة ، استغل هواي ذلك الضعف فلكم انتظره طويلا .. وبدأ يحرضني على أن أغضب لنفسي ، ورفع صوته في ثائرا : كيف ترضين بهذا الذل ! .. أخرجي سياط كلماتك واضربي ، ردي الصفعة بصفعات .. أين عزتك وكرامتك ؟ أنسيتِ من أنتِ ؟! ... هنا خرجت من حالة الضعف هذه لأقول لنفسي : أنسيتِ من أنتِ ..
أنسيتِ أنكِ إلى الله داعية ، أنسيتِ أن هذا الموقف من أعظم مواقف العزة ؟ أنسيتِ أنك قد أوقفتِ مشاعرك .. كل مشاعرك لله عز وجل ، أنسيتِ أنكِ لله وبالله وإلى الله ومن الله ومع الله ، أنسيتِ أن مقامكِ أرفع .. وشأنكِ أرفع من هذه السفاهات ...!
والآن ، هيا يا نفس .. احني رأسك أمام هذه العاصفة ، فهي لا تستحق منك الوقوف أمامها وتضييع وقتك معها ... فوراءك ما هو أعظم "