رحلة إلى المدينة المنورة

رحلة إلى المدينة المنورة..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

للمدينة المنورة طابع خاص وجو روحاني فريد , ذهبت مع العائلة الكريمة يوم السبت الماضي (يوم8/11)أي في اليوم السابق ليوم عرفة العظيم .. وعدنا في ثاني أيام التشريق يوم الأربعاء . أعددنا العدة من قبلها بفترة وقمنا بتجهيز السيارة وبث فيها الروح لتصبح صالحة للسفر ! , فطريق المدينة طويل ويبعد عن جدة أكثر من 400 كيلومتر
بعدها على بركة الله تم الإنطلاق , في صباح يوم السبت وعند السابعة السابعة والنصف تحديدا , لن أذكرك حتما بروعة الجو وقتها آنذاك حيث لا حاجة إطلاقا للتكييف , فالهواء الخارجي نقي وصحي وبه لمسة برودة منعشة..!

في هذه الأثناء -ولا تسألني كيف – قمت بالتقاط بعض الصور , فطريق المدينة ممتع , شاهد الصورة التالية التي كانت عند بداية الرحلة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

سأخبرك طبعا أن عمليات إعادة الروح للسيارة لم تشمل إصلاح الزجاج الأمامي !! فكما ترى هذا الشرخ الذي أعاق منظر الصورة الجميلة يظهر بكل وضوح ليعكر صفو زائر هذه التدوينة

أكملنا الطريق بكل حماس , إنك تقرأ أذكار السفر وتطمئن إلى أن كل شيء على مايرام .. تستمتع بالجو العليل المائل للبرودة .. لا بد لك الآن من كوب شاي يعدّل لك المزاج ! خصوصا إذا ماكنت سهران ليلة السفر !

.

.

.

.

الآن نصل لنقطة حاسمة في الطريق , أمامي لافتة إرشادية تشير إلى أن “إلزم المسار الأيمن” لتصل إلى المدينة , هذا المسار سيقودك لطريق الهجرة , الطريق الذي هاجر منه الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المدينة (يثرب آنذاك) , فيالها من مشاعر !.. ما كان مني إلا أن التقطت كاميرتي( أو جوالي ! ) وبسرعة 120كلم/الساعة كانت تسير بها السيارة تم التقاط الصورة التالية :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بعد هذه الصورة حمدت الله أن جوالي من فئة Sony Ericsson – ذكروني أن أفتتح تدوينة بهذا الخصوص!- , فبهذه السرعة وهذه الفجأة وأيضا من وراء الزجاج وتظهر الصورة بهذا الشكل فهذا يدعوا للفخر !! ( ما شاء الله )..

المهم , فعلنا ما يفعله المسافر حال سفره , كما أخبرت في السابق بأن طريق المدينة ممتع بما فيه مناظر خلابة وطبيعة غاية في الجمال من صنع رب الجمال!.. فسبحان الله , في هذه الأثناء وعند أول مئة كيلو متر من الطريق تفاجئنا بقدوم عاصفة رملية جعلت الرؤية مشوشة !!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وبعد ثوان ٍ قليلة , زادت العاصفة هياجا وأصبحت الرؤية شبه معدومة !!! .. بدأنا نقلق أو زاد قلقنا قلقا بالأصح , وابتهلنا إلى الله أن تمر بسلام , خفضنا سرعة السيارة إلى 60كيلومتر/الساعة وأغلقنا جميع النوافذ .. الأمر الذي لم ينجح في صد الرمال فقد بدأت تخترق الزجاج وتزعج أعيننا .. مما زاد القلق قلقا ً !!

إستمر هذا الحال قرابة ربع الساعة , بعدها تدريجيا بدأت تخف العاصفة إلى أن انتهت كليا .. تنفسنا الصعداء وشكرنا الله أن .. مرت بسلام !

بعد هذا لاحظت بأن المنطقة التي كانت تحت العاصفة لم يكن بها أي مصد للرمال على جهتي الطريق , لا نخيل ولا أي نوع من الحواجز .. مما ساعدها بشكل كبير على الإنتشار في الطريق .

بعد أن صفى الخط لاحظت وجود مروحية في السماء , لا بد أنها أمنية للإطمئنان على الوضع .. تسلحت بعدستي وصورتها !!!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كانت لقطة علوية رائعة وُفـقت في التقاطها , وقد ذكرتني بإعلانات حليب الصافي !!

.

.

.

.

الآن نحن في المائة الثانية من الطريق , هاقد مر الربع وبقي الثلاثة أرباع وبدأت تظهر الجبال وبدأ يتغير الجو كليا من متوسط مائل للبرودة إلى بارد مائل لبرودة شديدة !!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وفي وسط الطريق توقفنا لنتزود بالوقود , بعدها انطلقنا انطلاقة واحدة إلى مدينة رسول الله , اختم الجزء الأول من تقريرنا الممتع بهذه الصورة :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وبعد الانطلاق لم يحدث شيء رئيسي يستحق الذكر , وصلنا إلى المدينة المنورة بحمد الله عند الساعة الثانية عشرة تقريبا , وقد استهلك الطريق في مجمله ما يقارب من خمس ساعات .

حال الوصول يروادك ذلك الشعور بالإنتعاش المصحوب بالذكريات الجميلة وأيضا النفسية المنفتحة.. هنا حط رسولنا عليه السلام اقدامه مهاجرا من مكة.. هنا استقبله الصحابة بالنشيد الشهير “طلع البدر علينا” , الذكريات تعود لأيام سفري للمدينة قبل فترة طويلة .. أيضا هناك إحساس بالإرهاق من طول السفر , فهذه أول مرة أقود فيها السيارة لمسافة طويلة وذهابا للمدينة تحديدا..

أجرينا إعدادات المسكن في الفندق , قمنا بتأدية الصلوات في الحرم الشريف , حالما ماجاء الليل كان لايوجد أي مجهود , الآن النوم .. النوم.. ولا شيء سوى النوم ! وغدا يوم آخر .
وفي الصباح :

يا لهذا النشاط!! , حتما إن كنت ستنام نومة هادئة وفي جو جديد وفي سرير مثل السابق ! قمة الرومانسية والراحة.. فتصحو في أفضل حالاتك النفسية والجسدية , اليوم يوم هو عرفة مما يعني أنك صائم بحول الله , تصلي الفجر ومن ثم تتنظر للشروق .. تلتقط صور رائعة جدا للحرم النبوي الشريف

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

قمنا بالسلام على رسولنا عليه الصلاة والسلام , وعلى صحبه وجواره سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر , وصلينا ركعتين في الروضة الشريفة… لم أصور تلك المناطق خشوعا وتأدبا , لم يطاوعني الإمساك بالكاميرا أساسا وأنا في تلك اللحظات العظيمة.. حيث بينك وبين جسد رسولك عليه الصلاة والسلام أقل من أمتار !!.. تصلي عليه فترد إليه روحه عليه السلام ويرد عليك !!! .. اللهم صلي على سيدنا محمد ٍ عدد ما ذكره الذاكرون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون..

ومن ثم عرجنا على مقبرة البقيع التي تقع بجوار المسجد النبوي مباشرة , حيث يدفن صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام , شاهد الصورة التالية لسور المقبرة :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

فليرحمكم الله يا صحابة رسول الله وليوفقنا للاقتداء بكم واتباع نهجكم لتقوم أمتنا وتعود لما كانت عليه !!

يوم العيد

كل عام وأنتم بخير ! , الآن نحن في يوم العيد السعيد , يوم لبس الجديد والتمتع بتكفير الحسنات وحمد المجيد ! , صلينا الفجر في الحرم النبوي الشريف وأتبعناها بصلاة العيد

الآن يكبر الإمام بأجمل التكبيرات والمسجد النبوي بهتز معه ..
وبعد أن تمت الصلاة بفضل الله عدنا أدراجنا للسكن , أكملنا يومنا وعايدنا وقمنا بإرسال رسائل العيد , وفي نهاية العصرية قبل المغرب , توجهنا إلى مسجد قباء للصلاة فيه , فكما نعلم أن الصلاة في هذا المسجد تعدل أجر عمرة , إليك بعض الصور لمسجد قباء :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بالنسبة للصورة الأخيرة فلن أخبرك بنظرات الإزدراء والحقد التي ملأتني من قبل البعض Smile

, ذلك أن بعضهم يرى أن التصوير أساسا حرام , فكيف تصوّر داخل المسجد !!!!!

صلينا المغرب وعدنا وأكملنا يومنا , طبعا حصل اجتماع عائلي جميل يوم العيد ليلا حيث صادف أن خالي وأيضا خالتي مع عوائلهم قد سافروا أيضا حيث المدينة , مما يعني أن اجتماعا مثيرا حصل بين الأبناء .. تخلله الكثير من الآيسكريم والحلويات … بعد ذلك ينتهي يوم العيد السعيد … نعود فنلتقط صورة قمة في الروعة لمسجد رسولنا عليه الصلاة والسلام , عند منطقة مميزة جدا وهي منطقة القبة الخضراء , فتحت هذا المكان تحديدا يقع قبره وتقع الروضة .. صلى الله عليه وسلم..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ومن ثم ونعود أدراجنا للسكن بعد إرهاق كبير و..
.. وننااااام !

جبل أحد وما أدراك ما جبل أحد !.. قد حظينا في اليوم التالي بزيارة هذا الجبل العظيم , الذي هو من جبال الجنة كما أشار رسول الله عليه الصلاة والسلام , وفي تلك المنطقة معلمين آخرين رئيسيين هما مقبرة شهداء غزوة أحد و فيها سيدنا حمزة عم رسول الله عليه الصلاة والسلام , المعلم المهم الثالث وهو جبل الرماة , الجبل الذي وقف فيه الصحابة المسلمون في غزوة أحد .

هذه صورة لجبل أحد التقطها من الأرض

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الآن أنظر يساري وأرى ساحة رملية يمينها جبل ويسارها جبل آخر .. إنها ساحة معركة أحد !! , ماكان مني إلا الانطلاق هناك .. ممسكا سلاحي الوحيد وحافظ ذكرياتي هو جوالي ذا الكاميرا وأقوم بتصوير أكثر مناطق المدينة رهبة ..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

في هذا المكان الرهيب , تمت ثاني غزوة في الإسلام – غزوة أحد – ترون أن هناك قمتين يتجمع فوقها الناس, القمة في اليمين هي جبل الرماة , وهو الجبل الذي وقف فوقه صحابة رسول الله في الغزوة.. أما الجبل الثاني في اليسار وترونه منخفض ويتجمع حوله الناس , كان نقطة تجمع المشركين ..

ماكان مني في هذا الموقف إلا الإنطلاق وتسلق جبل الرماة .. وقد فعلت !

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

أطلت في النظر , لأجد أمامي في الناحية الأخرى مقبرة شهداء غزوة أحد , وفيها سيدنا حمزة رضي الله عنه .. شاهدوا الصورة التالية المؤثرة جدا :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

السور الذي يجتمع حوله الناس هو سور المقبرة , بينما تجد في المقدمة قبر محاط بالكامل بالحجارة , هذا القبر هو قبر سيدنا حمزة بن عبدالمطلب عم رسول الله عليه الصلاة والسلام , انظر لطوله وضخامته وهيبته ما شاء الله , وهذا تأكيد لما جاء في الأثر في وصف سيدنا رضي الله عنه , هذه صورة مقربة أكثر للقبر

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الآن أنظر نظرة أخيرة لجبل أحد وأنا فوق جبل الرماة وألتقط له لقطة وداع !!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ثم إنني قد نزلت من جبل الرماة , ذهبت للناحية الأخرى وهي حين كان يقف المشركين , قمت بتصوير جبل الرماة من تلك المنطقة .. الصورة التالية تعرض لك الوضع مقلوب 180 درجة !! ..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

نحن الآن في المنعطف الأخير في رحلتنا الشيقة , حينما أتى الليل , تناولنا طعام العشاء في أحد المطاعم ,ثم ننطلق عائدين للديار...

بهذا أصل إلى ختام هذه التدوينة , وختام هذه الرحلة الجميلة التي سأتذكرها كثيرا وكثيرا .. أتمنى من المولى أن أكون نقلتكم في هذا الجو الروحاني الجميل .. في مدينة رسول الله.. وأتمنى منكم زيارتها واستشعار هذه المشاهد الجميلة..

آن لي أن أستريح الآن .. نلقاكم في تدوينات قادمة أخرى وممتعة بحول الله

سلامي
منقول..

رااااااااااااائع جداً

شكراً لك حبيبتي شمعة أمل

مجهود مميز وقيم

تقبلي مروري يرقص